نقص الرقاقات الإلكترونية يتحول إلى أزمة فائض بعد عامين من الجائحة

تحولت أزمة نقص الرقاقات الإلكترونية على مدار العامين الماضيين إلى أزمة فائض مع زيادة العرض مقابل الطلب خلال الشهرين الماضيين.

وبدا انتهاء الأزمة جليًا مع انخفاض الطلب بسبب ارتفاع معدلات التضخم عالميًا وإغلاقات الصين بسبب عودة انتشار كوفيد-19 وتراجع الطلب على شراء الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

كما انعكس ذلك على انخفاض أسهم كبرى شركات صناعة أشباه الموصلات المستخدمة في صناعة الرقاقات، وبينها مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات الذي يضم 30 شركة، والذي انخفض بنسبة 35% منذ بداية العام.

كما انخفض سهم أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، تايوان لأشباه الموصلات “TSMC” بنسبة 30% منذ بداية العام أيضًا.

وأعلنت شركة مايكرون تكنولوجي “Micron Technology” الشهر الماضي أنها ستخفض الإنتاج. اعترف رئيس قطاع الأعمال في الشركة، سوميت سادانا، أن انعكاس اتجاه السوق فاجأها.

ومن المتوقع أن تعلن الشركات نتائج أعمالها في وقت لاحق هذا الشهر مع مؤشرات متشائمة أبرزها إعلان مايكرون الأخير.

ظاهرة “ورق التواليت”

اتجه معظم الشركات التي تعتمد في صناعاتها على الرقاقات الإلكترونية لتخزينها مع تصاعد أزمة الإمدادات في أثناء جائحة كوفيد-19، والتوقعات بانتعاش الإنتاج الصناعي.

ويقول محللون إنه على الرغم من أنه يصعب تقدير عدد الرقاقات التي تخزنها الشركات حول العالم، فإن أزمة الفائض في العرض ستتفاقم حتمًا خلال الشهور المقبلة.

ويشبه الاقتصادي المتخصص في الرقاقات بموقع تيك إنسايتس، دان هاتشنسون، الأزمة بتدافع المتسوقين على شراء ورق التواليت في بداية إغلاقات كوفيد-19، تحسبًا لأزمة نقص لم تحدث.

وأوضح هاتشنسون “يعتقدون أن التخزين أمر ضروري.. حتى يقولون ذات يوم، لماذا لدي كل هذا المخزون؟”.

الناجون

سيكون أكبر مصنعي الرقاقات المستخدمة في الهواتف المحمولة رخيصة الثمن أكبر الخاسرين من أزمة الفائض، مع انخفاض إقبال المستهلكين عالميًا، بحسب كبير المحللين في بايرد للأبحاث، تريستان غيرا.

وعلى جانب آخر، سيظل مصنعو الرقاقات المستخدمة في أجهزة أبل، وأبرزهم “TSMC” التايوانية، أقل تأثرًا من أزمة الفائض بسبب ثبات الطلب على أجهزتها، طبقًا لما نقلته رويترز عن المحلل في ويدبوش، مات برايسون.

كما قد يفلت موفرو الرقاقات المستخدمة في صناعة السيارات من الأزمة كذلك مع استمرار تعافيها خاصة قطاع السيارات الكهربائية.

ومن بين هؤلاء شركة بوش “Bosch”، كبرى شركات تصنيع الرقاقات للسيارات، التي أعلنت اليوم الأربعاء عن استثمارات بقيمة 3 مليارات يورو (3.01 مليار دولار) حتى 2026، بما في ذلك افتتاح مصنعين جديدين وتوسيع مصنع في دريسدن بألمانيا.

ولكن قد لا يدوم ذلك طويلًا، بحسب مذكرة للمحللة في بيرنشتاين، ستايسي راسغون، ذكرت فيها أن صانعي السيارات يطلبون رقاقات أكثر بكثير مما يحتاجون إليه، “ما سيخلق مشكلة عندما يتوقف صانعو السيارات عن الشراء لاستخدام مخزونهم”.

لا يفوتك