القاهرة – أش ا
دعا رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، إلى الارتقاء بالعلاقات بين مصر وسلطنة عمان إلى آفاق جديدة على النحو الذي يدعم قاطرة التنمية والتقدم فيهما.
وقال رئيس مجلس الوزراء -في كلمته مساء الاثنين، خلال الاحتفال على مرور خمسين عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسلطنة عمان والعيد الوطني الثاني والخمسين للسلطنة في المتحف القومي للحضارة المصرية- “لطالما جمعنا بسلطنة عُمان وبشعبها الشقيق أقوى العلاقات على مختلف المستويات الرسمية والشعبية .. وقد شهدنا معاً على مدار التاريخ مواقف وأحداثاً دللت جميعها على متانة الوشائج التي تربطنا سوياً”.
وأضاف أنه سعيد بالتواجد وسط هذا الحضور الكريم للاحتفال بمرور خمسين عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان الشقيقة، وأشار إلى أن العلاقات التي تربط مصر بسلطنة عُمان قديمة وتاريخية، وتتجاوز دون شك عمر العلاقات الدبلوماسية الرسمية التي نحتفل بها اليوم، لافتاً إلى أن السلطنة – كما مصر – لها في التاريخ نصيبٌ وباعٌ كبيران، وسطرت صفحات مُضيئة عبر تاريخها، وتلاقت في كثير من المحطات وتقاطعت مع الحضارة المصرية عبر الحُقب المختلفة، فَتَشاركتا في الإسهام في الحضارة الإنسانية وتطورها ورقيها.
وقال رئيس الوزراء “إذا انتقلنا إلى التاريخ الحديث للعلاقات الرسمية بين البلدين، لوجدناه عامراً بالشواهد والدلائل على خصوصية وتميز هذه العلاقة، والدعم المتبادل، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي”، و”لن يكون عسيراً على أي مُراقب ملاحظة ما تميزت به العلاقات المصرية- العُمانية من تَشَارك في الرُّؤى والأهداف القائمة على إعلاء قيم السلام والأمن والاستقرار، والاحترام المشترك، والسعي من أجل تحقيق التنمية ورخاء الشعوب، والحرص على الاسهام الإنساني بمختلف صوره وأشكاله”.
وأضاف أن احتفال اليوم بمرور خمسين عاماً على بدء العلاقات المصرية – العُمانية، إنما يمنحنا الفرصة للتعبير عما نُكِنُّه من تقدير خاص للعلاقة مع سلطنة عُمان الشقيقة، إذ أننا نعتبر العلاقة معها مثالاً للعلاقات الدبلوماسية الأخوية الصادقة.
وأوضح أن الاحتفال في وجود هذا الجمع الكريم، إنما يُمثل كذلك فرصةً سانحة كي نُجدد التأكيد على ما تحمله العلاقة بين البلدين من فرص وقُدرات كامنة، لاسيما في شِقِها الاقتصادي، قائلاً:”هذا الأمر يدفعني إلى دعوة الجميع – حكوميين وغير حكوميين – إلى اعتبار هذا الاحتفال بمثابة نقطة انطلاق لمسار جديد نَأْخذ فيه العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق جديدة، فنضعُ أهدافاً، ونُحققها، لتعزيز الاستثمارات المشتركة، وزيادة التجارة البينية والسياحة والتعاون في المشروعات الاستراتيجية وقطاعات النقل والخدمات المالية وغيرها من مجالات لدى بلدينا فرص وإمكانات واعدة بها”.
وأكد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى سلطنة عُمان، ولقائه مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، في يونيو الماضي، وكذا انعقاد أعمال الدورة الخامسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين في يناير ۲۰۲۲، قد أَظْهرتا توافر الإرادة والدعم الرسميين للانطلاقة في العلاقات الأخوية المصرية – العُمانية، ودعم القادة الواضح في البلدين لها، داعياً في هذا الصدد رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين إلى البناء على هذه الإرادة السياسية، وَمُواكبة هذا الزخم، والاستفادة مما يتوافر في البلدين من فرص للاستثمار والتطور.
ووجه رئيس الوزراء -في ختام كلمته- التحية إلى الجالية المصرية في سلطنة عُمان، وإلى السلطات الكريمة في السلطنة التي تحيط هذه الجالية بعناية أخوية ملموسة، مؤكداً أن هذا الجانب من العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين والدور الحيوي الذي تلعبه الجالية المصرية في السلطنة يُعدُّ شاهداً راسخاً وَدليلاً مُؤكداً على ما تتمتع به العلاقة بين البلدين من خصوصية وعُمق، وما يجمعنا من روابط أَخوية مُتعددة.
وشارك في الاحتفالية عدد من الوزراء، ومحافظا القاهرة والجيزة، وعدد من سفراء الدول والمسئولين، وعبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى القاهرة.
بدوره، توجه سفير سلطنة عمان لدى القاهرة عبد الله بن ناصر الرحبي، خلال كلمته، بالشكر الى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على هذه الاحتفالية التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، معرباً عن تطلعه لأن تخطو تلك العلاقات نحو المزيد من التقدم في العديد من المجالات.
وأشار السفير العُماني إلى أن مصر لها ثِقَل مُهم في العالمين العربي والاسلامي، مستشهداً بكلمات للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، التي حملت إشارته إلى المكانة التاريخية لمصر، والتأكيد على أنها لم تتوان يوماً عن الدفاع عن قضايا العروبة.
وخلال الاحتفالية، افتتح رئيس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، و عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، معرضاً للفنون التشكيلية تنظمه سفارة سلطنة عمان، والذي يضم مجموعة متميزة من اللوحات والصور التي تعكس الهوية العُمانية، كما استمع إلى عدد من القصائد لشعراء عُمانيين عبرت عن عمق الروابط بين مصر وعمان، وشاهد فيلماً تسجيلياً حول أبرز المحطات التاريخية في العلاقات المصريةـ العُمانية.