مسقط – العمانية
أظهرت نتائج دراسة للباحثة أريج بنت عبد العزيز المسلمية من هيئة البيئة حول “تأثيرات التضاد الكيميائي للنباتات الغازية (المسكيت أو الغاف البحري) على نوعين شائعين من النباتات البرية العُمانية (الغاف المحلي والسمر)”، عن عدم وجود اختلافات واضحة في معايير النمو (كمعدلات الإنبات وطول الجذور، والكتلة الحيوية)، وكذلك محتوى صبغات الكلوروفيل لشتلات كلا النباتين.
وبيّنت لوكالة الأنباء العُمانية أن الدراسة أوضحت وجود مستوى متفاوت للبرولين المتراكم في شتلات الغاف المحلي والسمر، حيث إن تراكم البرولين لم يتم ملاحظته في شجيرات السمر؛ ما يعني أنها لم تتعرض للإجهاد من قِبل مستخلصات المسكيت التي تعرضت لها. أما شجر الغاف المحلي فأظهرت محتوىً كبيرًا من البرولين مقارنةً مع الشتلات الطبيعية (غير معالجة بالمستخلصات الجافة لشجرة المسكيت)، وهذا يعني أنها تعرضت للإجهاد في فترة النمو.
وكشفت الدراسة أن البرولين من العلامات الحيوية الجزيئية والفسيولوجية المهمة التي يمكن أن تسهم في الكشف عن العلامات المبكرة للإجهاد الذي تفرضه أشجار المسكيت، وربما النباتات الغازية الأخرى على النباتات المحلية، مؤكدة أن النتائج تدعم أهمية اعتماد قياس تراكم البرولين كمؤشر حيوي وبيئي مهم في الدراسات المستقبلية للنباتات الغازية.
وركزت الباحثة العُمانية في دراستها العلمية على التجارب والدراسات المنشورة سابقًا حول أشجار المسكيت، التي تفرز مواد كيميائية قد تشكّل ضرراً على نمو النباتات المحيطة بها، فيما يُعرف بظاهرة التضاد الكيميائي (Allelopathy)، ما يشكّل تهديدًا على النباتات الفطرية وتنوعها في البيئات القاحلة وشبه القاحلة.
وأوضحت الباحثة أن سبب اختيار الموضوع جاء لعدم وجود دراسات سابقة حول البرولين، وهو الحمض الأميني الذي يركز على دراسة الإجهاد تحت عدة ظروف بيئية (كالجفاف والملوحة والتعرض للمعادن الثقيلة) في نباتات المناطق القاحلة تحت ظاهرة التضاد الكيميائي لأشجار المسكيت.
واستخدمت الباحثة وسائل مختلفة في دراستها العلمية، حيث أجرت مجموعة من التجارب لقياس تأثيرات التضاد الكيميائي للمسكيت في نوعين شائعين من النباتات المحلية، وهي الغاف المحلي (Prosopis cineraria)، والسمر (Vachellia tortilis)، وذلك عن طريق تعريض شتلات من كلا النباتين لمستويات متفاوتة من بودرة أوراق وقرون أشجار المسكيت في التربة.
نشرت نتائج الدراسة البحثية العلمية البيئية بمجلة / أريد إينفايرومِنت / وهي مجلة دولية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وتقدّم رؤى في القضايا العلمية والبيئية والطبيعة البشرية المهمة في الأراضي الجافة حول العالم.
وتُعرَف أشجار المسكيت أو الغاف البحري علميًّا ( Prosopis juliflora ) بأنها واحدة من النباتات الغازية العالمية التي تهدد الأراضي الزراعية والتنوع النباتي؛ بسبب قدرتها على التكيف والنمو السريع في الظروف البيئية السائدة في المناطق القاحلة، ما دفع الحكومة في سلطنة عُمان على إطلاق الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت منذ عام 2016م.