متى تكون تائه؟
▪️عندما تبقى في مجال معين وعيناك ترنو لمستقبل تراه مستحيلا.
▪️عندما تتولع بدراسة تخصص معين وترغم بدراسة تخصصات اخرى..
▪️عندما تدرس تتخصص لا ترغب به وقلبك وفكرك معلقان بالتخصص الذي لطالما تمنيته ..
▪️عندما تعمل بالتخصص الذي قلت فيه يوما بالمستحيل وعيناك تتطلع للوظيفة التي حلمت بها دوما ..
كل منا لديه طموح اكتسبه وأيده عقله ومنطقه , كبر معه وتأصل به لدرجة الأَمل .. ليس عيبًا أن نطمح ولا عيبًا فالأمل والحُلم ” احلم انى شئت ولكن ضع احتمالا كبيرا لخيبه الامل”. ذلك ما علمني بلدي
▪️كم من الطلاب راضون عن تخصصاتهم التي هم عليها الآن؟ 100؟ 200؟ 1000 ماذا عن الباقي ؟
▪️كم من الموظفون راغبون بعملهم؟
▪️كم منكم الان في وظيفة أحلامه؟
▪️كم منكم يأتي إلى عمله كل صباح حبا وليس كرها من أجل حاجته؟
أكاد أن أجزم بأن أكثر من نصف سكان هذه البلدة يمضي يومه غير سعيد به ولا وراغبا بمجرياته , صابر لأجل أن يحصل على قوت يومه وأن يطعم ويعيش ابناءه .
القلة القليلة من سيتمكن من التكيف مع غير بيئته , والغالب الأعم لا يستطيع أو سيواجه صعوبة بالغة ،كذلك الحال فالدراسة والعمل ،وإن فهم العمل واستوعبه فلا ننس من انه يقوم صباحه على مضض ويذهب إلى عمله بمضض.
▪️▪️▪️”ضع الشخص المناسب في المكان المناسب”▪️▪️▪️
الدراسة التخصصية المبكرة: وهي أن يتخصص الطفل من حديث دراسته في المجال الذي يرغب به بدون أي ضغط خارجي, بالتعاون مع أسرة الطفل وبتعيين أساتذة متخصصين.
كيفية الدراسة :قمت بتقسيم الدراسة إلى أربعة مراحل, كالتالي االمرحلة الأساسية, المرحلة العدادية, المرحلة الثانوية, المرحلة الجامعية) سأقوم بالتطرق إلى كل مرحلة على حدة.
▪️أولا: المرحلة التأسيسة (KG1_Class 6) :
تدرج كلها تحت مسمى المرحلة التأسيسية يتم من خلالها اكتشاف مهارة الطفل ,ميوله ورغباته بالتعاون والتواصل مع ولي أمرة أو من يعيله, تقوم هذه المرحلة بتوفير حصص في جميع المجالات-بشكل بسيط كأن يدرس فيها الطفل التخصصات بشكل عام ومبسط وتجرى اختبارات وأنشطة نظرية وعملية بها بتقرير أسرته بمهاراته وهواياته وتقييم المعلم لمستوى اداءه , وتشترط المرحلة الأساسية أن لا يتخرج الطفل منها الا بعد أن يتم اكتشاف مهارته .
حصه في الميكانيك, غرفه صفيه مزودة بأدوات الميكانيك حصة رياضة قاعة مزودة بجميع أدوات الرياضة .. وهكذا النتيجة أن يكتشف مهارة ورغبه الطفل ويتم صقلها , ويخرج منها بشهادة بالتخصص الذي سجل به أعلى الدرجات وأدى أفضل اداء وأكد ما جاء به ولي أمرة من تقرير يتضمن مهارته في جوانب معينه, مع ملاحظة أن لا يعامل هذا التقرير كأساس يعتد به تخصص الطفل وانما كعنصر مساعد فقط, وقد يكتشف المعلم عكس ذلك أو يظهر الطفل عكس ذلك أثناء فترة المرحلة التأسيسية (ابتداء من رياض الأطفال إلى الصف السادس) فالنتيجة أن يلغى العمل بالتقرير ويطلب ملاحظة الطفل من جديد وكتابه تقرير جديد مع توفير بعض الأدوات البسيطة ,والأفكار والنصائح التي قد تساعد العائلة لاكتشاف مهارة ابنهم .
بالإضافة الى ذلك توفير “حصة هدف” تكسب الطلاب القدرة على تحديد هدفهم , يناقش المعلم من خلالها الطلاب عن رغباتهم وميولهم أحلامهم ومهاراتهم وعن نوعية الاعمال التي يحبون القيام بها ويقوم بالتقييم المستمر لهم والحفاظ على دوافعهم وتطوير قدراتهم واهتماماتهم ومهاراتهم, وتحفيز مشاعرهم واستخدام الخيال والقدرة على التصور , ويعمل كذلك اجتماعات لأولياء الامور بين فتره وأخرى لتزويدهم بما جد عن طفلهم عن رغباته وميوله وحبه وأحلامه ,
يطبق نظام “حصة هدف” في جميع المستويات التي سأقوم بذكرها فيما بعد .
في نهاية هذه المرحلة يتخرج الطفل بشهادة تتضمن نجاحة في تخصص معين والذي سيكون موضوع دراسته في المرحلة ما بعد الأساسية .
▪️ثانيا: المرحلة ما بعد الأساسية \ العداديه ( class6- class7)
ويبدأ الطفل فيها بدراسة مجاله والتخصص الذي نجح بدراسته في المرحلة الأساسية والذي سيقبل بدراسته رغبة وحبا , وتكون دراسة التخصص في هذه المرحلة بشكل مبسط , بالإضافة لذلك يتم تدريسه باقي المواد الأساسية المهمة ولكن يكون نصيبها من الحصص أقل من نصيب حصص التخصص . فيكون لدية حصص تخصصية وحصص أساسية (متطلبات دراسية) فلا يمكن أن نستغني عن حصص الدين والقران واللغة العربية والإنجليزية والرياضيات ماعدا ذلك يحذف كدراسة التربية الموسيقية , ويوفر هذا الخيار وغيرها من ضمن خيارات أو حصص التخصص في المرحلة الأساسية لاكتشاف ميول الطفل ليس الا ولا تنتقل معه بانتقاله للمرحلة الثانية.
توفر هذه المرحلة, حصة تسلية يوم في الاسبوع تدمج بين الفنون والالعاب وغيرها لتحفيز عنصر الحركة والتركيز لديهم بالإضافة الى حصة هدف , التي سبق وأن قمت بإيضاحها.
▪️ثالثا: المرحلة الثانوية ( class10-class12) :
ويكمل فيها الطالب دراسة تخصصه بشكل ( متوسط) بالإضافة الى دراسة المتطلبات الأساسية وتطبيق حصة هدف وحصة تسلية التي سبق وأن قمت بإيضاحهما في المرحلة السابقة .
▪️رابعا: المرحلة الجامعية:
وهي المرحلة الأخيرة , والتي بدورها تصقل ما تنشأ عليه الطالب من حديث دراسته, وتكون فيها الدراسة بصورة تفصيلية معمقه في مجاله, ويتخرج بالتالي طالب مبدع ملم بتخصصه الماما كافيا ومتمكن منه , راسما هدفه بعنايه ووضوح , مدرك لاهتماماته وطموحاته وميوله, لعل هذه من أهم ثمار الدراسة التخصصية المبكرة .
عقب انهاء متطلبات دراسته يتم وضعة في المكان المناسب في مجاله, فالنتيجة النهائية شخص قابل للإنتاج في وظيفته المستقبلية وإن لم يوفق في وظيفة على الأقل تكون لدية الخبرة الكافية في تخصصه فيلجأ للتجارة وللمشاريع الخاصة , فبالمعرفة ينتج الشخص.
ينتج بالتالي جيل واعي جيل متقدم جيل ناجح جيل منتج , الهدف الأساسي من التعليم انتاج جيل جديد واع وليس تكرار ما قامت به اجيال سابقة , لابد أن يكون هناك هدف مرسوم من بداية خطوة الدراسة وأن تكون الدراسة هي المسلك والطريق لتحقيق هذا الهدف ,جد واكتشف طريقك من البداية ومن ثم سر فيه , متعب أن تعمل في مجال لا تحبه أو لا تفهم به , ومؤلمه فكرة أن تفتح مشروع خاص لا تملك تجاهه أيه حب, فقط علاقتك بالمشروع علاقه منفعة تعمل بذلك من أجل ان تجني المال, ولا ينقصك الحماس و المتعة التي أعدهما عاملان أساسيان لبناء أي مشروع أو هدف , فبدونها يصبح الطريق متعب .
من حق كل طالب اختيار مستقبله وليس للدولة ان ترغمه على دراسة تخصص معين او ان تكون هي من تختار هذا المسار له, ولعلنا لاحظنا في مجتمعنا أن الطالب يصل مرحلته الجامعية وهو غير مدرك لرغبته وميوله , أو يفكر بالخروج منها أو يفكر بذلك من مرحله مبكرة من عمرة (أثناء فترة دراسته في المدرسة), اصبح فكر البنت الزواج المبكر والرجل التحاقه بالجيش والسبب؟ من رأيي الشخصي أن السبب في ذلك يكمن في عدم وجود دافع للدراسة لأنه يدرس شيء لا يرغب بدراسته, لما نجد البعض ينتظر حصه معينه ؟ تجد الأم تحفز ابنها الذي أجهش بسمفونية بكائه الصباحية بتذكيره بحصة معينه يحبها الطفل قد تكون رياضيات , لغة انجليزية , فنون وغيرها ؟ ماذا لو كان جل يومه حافلا ممتعا ؟
وإن صح القول “الدراسة عالم والوظيفة عالم ثاني ” إذا درست مجالك تجد نفسك تعمل في مكان لا ترغب به أو لا تمده صله بما درست وتعلمت , جرب أن تعمل بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب ولاحظ الفرق.
الأوان لم يفت بعد , فاللهم انا نسألك أن لا ينطفئ شغفنا, ولا يذبل حلمنا ولا يضيع تعبنا, اللهم وفقنا فإن التوفيق من عندك وسهل امرنا فان التسهيل من لطفك
…
بقلم: خديجة بنت عبدالله البلوشية