العمانية – صحيفة رصد
توصّل فريق مشترك من الباحثين بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية “موارد” التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة السلطان قابوس إلى تسجيل 4 فطريات كبيرة تُعرف لأول مرة في العالم، بالإضافة إلى 7 عائلات مختلفة من الفطريات الشائعة بمحافظة ظفار، وذلك ضمن مشروع جمع وتوصيف وحفظ الفطريات الكبيرة في سلطنة عُمان والتي تُرى بالعين المجردة ويصل حجمها إلى أكثر من سنتيمتر واحد في الطول أو العرض.
ونجح الفريق البحثي في العثور على عائلتين من الفطرياتplurotoidsوهيPleurotaceae،Schizophyllaceaeوعائلة واحدة من فطريات الهلام(Auriculariaceae)كما سُجّلت سلطنة عُمان مصدرًا لجميع هذه الفطريات الكبيرة لأول مرة وتم نشرها في مجلات علمية مُحكّمة دوليًّا.
جرى خلال المشروع دراسة التسلسل الجيني لمنطقةITSالخاصة بالفطريات لحوالي 60 نوعًا من الفطريات المُجمّعة في حالتها السليمة بمحافظة ظفار والتي أسفرت عن تسجيل 32 نوعًا مختلفًا من الفطريات تنتمي إلى 24 جنسًا و17 عائلةً منAgaricomycetes.
ويأتي مشروع جمع وتوصيف وحفظ الفطريات الكبيرة في سلطنة عُمان بهدف إنشاء أول قاعدة بيانات خاصة بالفطريات الكبيرة في السلطنة، وحفظ الفطريات في مجموعة المستزرعات الميكروبية الخاصة بمركز “موارد” بالإضافة إلى تصنيف الفطريات من حيث التوصيف المظهري والجزيئي، ونشر أوراق علمية مُحكّمة لنتائج المشروع.
وجاء مشروع جمع وتوصيف وحفظ الفطريات الكبيرة في سلطنة عُمان على ثلاث مراحل أساسية، وهي: التجميع، التوصيف، والحفظ. وبدأ المشروع في عام 2018م بالمرحلة الأولى “التجميع” حيث جُمعِت حوالي 80 عينة من محافظة ظفار خلال الفترة من 1- 15 سبتمبر 2018م، ووثِقت كافة العينات أثناء التجميع بالصور وتدوين كل البيانات المطلوبة لمرحلة التعريف والتوصيف.
ورُكّز على محافظة ظفار خلال فترة موسم الخريف لوجود عوامل مساعدة ومشجّعة على نمو أنواع من الفطريات أو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى، واستُكملت مراحل المشروع من عمليات التحليل المظهري والجزيئي بالتعاون مع كلية العلوم الزراعية والبحرية في جامعة السلطان قابوس.
وانتهى المشروع بنشر ثلاث أوراق علمية توثق تسجيل (4) أنواع من الفطريات الكبيرة ضمن أجناسXanthagaricus, Agaricus،Micropsalliotaكتحديث وتسجيل عالمي جديد لهذه الأنواع في سلطنة عُمان حيث وُصفت بالكامل، وتم تمييز الأنواع الجديدة المفترضة في شجرة النشوء والتطور.
وخرج المشروع البحثي بعدة مخرجات علمية مهمة، أبرزها أن محافظة ظفار غنية بتنوع الفطريات الكبيرة، وتسهم هذه الكائنات الحية كثيرًا في خدمة البشرية من حيث صناعة الأغذية والأدوية والمستحضرات الصيدلانية والمغذيات والأسمدة الحيوية والمعالجة الحيوية والمنسوجات والزراعة وما إلى ذلك.
وأوصت الدراسة بمسح المنطقة ووضع وصف مناسب بناءً على الخصائص المظهرية والجزيئية، وحفظ وإيداع هذه الفطريات في مجموعة المستزرعات الميكروبية ذات المواصفات القياسية للرجوع إليها في المستقبل.
وتكوّن فريق عمل المشروع من الدكتور محمد اليحيائي والأستاذ الدكتور عبدالله السعدي والدكتور ريثيناسامي فيلازاهان وموزة الخروصية ودعاء المقبالية وعبد الله البلوشي وزهرة الشبيبية وفريق مزون لهواة المشي الجبلي
وتكمن الأهمية الاقتصادية والصحية والبيئية للفطريات في زيادة خصوبة التربة والاستخدام في صناعة الخبز (التخمير) وصناعة الأدوية، من بينها البنسلينيوم وإنتاج الأجبان وتحسينها، كما أن بعض أنواع الفطريات يستخدم في إنتاج الأحماض وفي الأغراض الطبية لإنتاج البنسلين وغيرها.
وتدخل الفطريات كذلك في الصناعات الغذائية إذ تستخدم كغذاء للإنسان مثل فطر الكمأة والعرجون وعش الغراب، حيث إن لهذه الفطريات قيمة غذائية إذ تحتوي على 20 بالمائة من الألياف و35 بالمائة من البروتين الطازج و20 بالمائة من البروتين الجاف كما تحتوي على الأحماض الأمينية وفيتامينات متعددة مثل فيتامينB1بالإضافة إلى الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والفسفور.
وتوصف الفطريات (بـاللحم النباتي) نظرًا لارتفاع نسبة البروتينات بها. حيث يُقدّر سوق الفطر العالمي في عام 2021م بحوالي 54 مليار دولار، كما أن لها دورًا حيويًّا في تحليل المواد العضوية إلى مواد بسيطة، وبعض أنواع الفطريات قابلة للأكل والبعض الآخر سام وهناك عدة عوامل رئيسة تؤثر على نمو هذه الأنواع من الفطريات منها درجة حرارة الضوء والرطوبة إضافة إلى الرقم الهيدروجيني، حيث إن لدى البعض عناصر غذائية معينة ولكل نوع من الفطريات نوع غذاء معين ينمو فيه.