أبطالها عُمانيين.. مسرحية «دوبي» تفرض حضورها بمهرجان دبي لمسرح الشباب

دبي – وكالات

فرضت مسرحية «دوبي» لفرقة مسرح ياس، تأليف محمد صالح، وإخراج عبد الله الحمادي، حضورها البالغ التأثير أمام الجمهور الكثيف، 23 أكتوبر الجاري، على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب.

وصفق الجمهور بحرارة لافتة، تقديراً للعرض وأبطال العمل الثنائي العماني مازن الزدجالي، وعبد الله اليعربي، نظراً للأداء الاستثنائي لشخصيات عمال المغسلة «الدوبي» المثقلة بالهموم والتحديات المجتمعية في قالب كوميدي ساخر، يحترف جماليات المضمون، ويتقن لعبة المسرح ضمن معالجة بصرية، وفرجة عالية الأداء، وبراعة في تجسيد نص من واقع الحياة.

ويطرح المؤلف محمد صالح، الذي افتتحت مسرحيته «لمن يهمه الأمر» مهرجان دبي لمسرح الشباب عرضاً متفرداً في القصة والمضمون، ويقوم على فكرة المسرح الثنائي «الديودراما»، الذي يعتمد على المواجهة الأدائية بين ممثلين فقط، وهو على صعيد تجربة مسرح ياس، بالتعاون مع المخرج والمؤلف استطاعت اقتناص الورقة الرابحة، عبر أداء بارع من الثنائي العماني مازن الزدجالي في دور «عورض»، وعبد الله اليعربي في دور «تمام».

وتدور أحداث المسرحية داخل مغسلة للملابس والمعروفة تحت اسم «دوبي» باللهجة المحلية، وتناول قصة عمال المغسلة ومجريات التحديات والمصاعب المجتمعية واليومية، وسط أكوام من الملابس، التي هي بطاقة تعريف عن صاحبها، وتكشف الكثير من الخبايا التي تستر حقيقتها الملابس، ومنها قصة بدر المحامي المتزوج من امرأة أخرى سراً، ويحمل ملابسه للمغسلة كي لا ينكشف إمرة أمام زوجته الأولي، وفي قالب درامي ساخر يتعرض أبطال العمل للكثير من المشكلات المجتمعية الشائكة منها العبث بمصير الأطفال في مواجهة الطلاق .

الجدير بالذكر أن المخرج عبد الله الجمادي استطاع ببراعة فريق العمل والممثلين وفي إطار سينوغرافيا مبتكرة وإبداعية شد الجمهور نحو حوار درامي وكوميدي؛ وكانت حبكة العرض ومعالجته النفسية والدرامية، إلى جانب شعور الجمهور بقدرة الشخصيات على التواصل بتناغم نفسي أحد عوامل قوة العمل المسرحي.

من الناحية الفنية برز نص المؤلف محمد صالح كإحدى العلامات الفارقة في المسرح الثنائي ضمن فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الـ 13، كونه ربط بجودة عالية بين مفهومين للدراما «الكلاسيكية والمونودراما»؛ منذ المشهد الأول الذي يتخلله صراع خارجي أبرز من قدرة أبطال العمل على الأداء والمواجهة، على أرضية التداعي الحر لأفكار الشخصية، في مقابل الشخصية الثانية، وهو ما يميز الديودراما، ويجعلها فناً قابلاً للتشخيص وجديرة باهتمام الجمهور والنقاد.

كما أبهرت سينوغرافيا العرض الجماهير الحاضرة، بمن فيهم من مسرحيين وكتاب ومخرجين ومحليين، إذ تمكنت السينوغرافيا الموظفة باحترافية عالية من تحقيق التكامل البصري بين عناصر العمل المسرحي، ومن أهم تلك العناصر طاولة الكيّ المتحركة التي صممها المخرج عبد الله الحمادى بنفسه..كذلك اللوحة البصرية لمجموعة من الملابس المعلقة بطول وعرض خشبة المسرح بتوزيع جمالي مدروس المساحات في إطار تحرك أبطال العمل.

المصدر: صحيفة البيان الإماراتية

لا يفوتك